تنمية الموارد البشرية: التدريب كمدخل لرفع الكفاءة المؤسسية
تُعد تنمية الموارد البشرية من الركائز الأساسية لنجاح أي مؤسسة، فهي تهدف إلى تعزيز المعرفة والمهارات والقدرات لدى القوى العاملة بما ينعكس إيجابًا على الأداء والإنتاجية. وفي عصرنا الحالي، أصبح التدريب الإداري عنصرًا محوريًا ضمن استراتيجيات التطوير المؤسسي نظرًا لدوره الفعّال في إعداد جهاز إداري قادر على مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

مفهوم التدريب وأهدافه
يُعرَّف التدريب بأنه مجموعة من الأفعال والبرامج التي تُمكّن العاملين من اكتساب الاستعدادات اللازمة لأداء وظائفهم الحالية والمستقبلية بكفاءة وفاعلية. وهو لا يقتصر على تزويد الأفراد بالمعرفة النظرية، بل يمتد ليشمل تطوير السلوكيات الإيجابية وتعزيز الرغبة في العمل الجماعي.
أهداف التدريب تتمثل في:
-
تزويد الموظفين بالمهارات اللازمة لتحسين أدائهم.
-
تطوير القدرات القيادية والإدارية.
-
رفع مستوى الكفاءة الإنتاجية للمؤسسة.
-
تهيئة الأفراد لمواجهة متطلبات المستقبل.
أنواع التدريب
1. التدريب أثناء الخدمة
يقوم هذا النوع على مبدأ "التلمذة المهنية"، حيث يتلقى الموظف الجديد التوجيهات والتعليمات المباشرة من رئيسه أو زملائه الأكثر خبرة. وتتعدد أساليبه، ومنها:
-
فترة التجربة.
-
التناوب بين الوظائف.
-
التدريب بالملاحظة (المكتب المجاور).
-
تكليف الموظف بأعمال الغائبين.
-
المشاركة في أعمال اللجان.
-
الاطلاع على النشرات والوثائق التنظيمية.
2. التدريب خارج الخدمة
يتم في أماكن متخصصة خارج بيئة العمل، مثل المعاهد والجامعات ومراكز التدريب. ويأخذ أشكالًا متعددة كالمحاضرات، الحلقات الدراسية، المؤتمرات، دراسة الحالة، تمثيل الأدوار، والزيارات الميدانية. ويُراعى في اختيار أسلوب التدريب عوامل عدة، مثل طبيعة المادة التدريبية، خصائص المتدربين، الميزانية، والوقت المتاح.
خطوات التدريب
يمر التدريب بأربع مراحل أساسية:
-
تحديد الاحتياجات التدريبية: تحديد المهارات المطلوب تطويرها.
-
تصميم البرنامج التدريبي: وضع الأهداف، اختيار الأساليب، وتحديد الموارد.
-
تنفيذ البرنامج: تنظيم الجداول الزمنية ومتابعة الأنشطة.
-
تقييم البرنامج: قياس أثر التدريب على المتدربين والمؤسسة.
الخاتمة
إن الاستثمار في تنمية الموارد البشرية عبر التدريب المستمر ليس خيارًا ترفيهيًا، بل هو ضرورة استراتيجية لضمان بقاء المؤسسات قادرة على المنافسة وتحقيق أهدافها. فالموظف المدرَّب جيدًا هو المورد الأكثر قيمة في أي منظمة، والاهتمام به يعني الاستثمار الحقيقي في المستقبل.
ما هي ردة فعلك؟






