هدول مو أرقام... هدول بشر

كنت أشتغل كموظف في خدمة العملاء بإحدى شركات التوصيل، والهدف كل شهر إنك تخلص عدد محدد من المكالمات وتحل الشكاوى بأسرع وقت. كل إشي كان رقم، حتى المشاعر.
بمكالمة معينة، اتصلت فينا سيدة كبيرة بالعمر، تبكي لأنها ما استلمت جهاز السكر لإبنها من ثلاث أيام. حسب النظام، الطلب "واصل"، بس هي بتحكي إنه ما أجى شي. الكول سنتر كله حكالي: "سكر المكالمة، هذا خارج عن نطاقك." بس أنا ما قدرت.
رحت بنفسي لقسم الشحن، دورت، وفعلاً كان في خطأ بالمخزن. طلّعت الطرد بنفس اليوم ووصلناه.
بعد بيومين، اتصلت نفس السيدة وهي تبكي برضو، بس هالمرة من الفرح. قالتلي:
"الله يسعدك، أنقذت حياتنا."
بهاللحظة، فهمت إني مش موظف أرقام. أنا موظف إنساني، وكل مكالمة ممكن تكون فرق بين عادي… وبين شيء كبير.
ما هي ردة فعلك؟






